يُعرف التبرع بالدم بدوره الأساسي في إنقاذ الأرواح، ولكن دراسة أُجريت في أستراليا تشير إلى أنه قد يكون له أيضًا فوائد مباشرة لصحة المتبرعين أنفسهم. نُشرت هذه الدراسة في JAMA Network Open، وركزت على تأثير التبرع بالدم والبلازما على مستويات المواد الكيميائية المشبعة بالفلور (PFAS) في الجسم، وهي مركبات كيميائية ضارة ترتبط بمشاكل صحية مختلفة.
دراسة على رجال الإطفاء المعرضين للـ PFAS
تُستخدم مركبات PFAS في العديد من المنتجات الصناعية والاستهلاكية، بما في ذلك رغوة مكافحة الحرائق، لكنها تبقى في الجسم لفترات طويلة وتتحلل ببطء شديد، مما يجعلها خطرة على الصحة.
أجريت الدراسة على 285 رجل إطفاء أسترالي، وهم فئة مهنية معرّضة بشدة لهذه المركبات. تم تقسيم المشاركين إلى ثلاثة مجموعات:
- مجموعة تبرعت بالبلازما كل 6 أسابيع.
- مجموعة تبرعت بالدم الكامل كل 12 أسبوعًا.
- مجموعة لم تتبرع بالدم.
قام الباحثون بقياس مستويات حمض السلفونيك المشبع بالفلور (PFOS) وحمض الهكسان السلفوني المشبع بالفلور (PFHxS) في دم المشاركين في بداية الدراسة، ثم بعد 12 شهرًا.
انخفاض ملحوظ في المواد السامة
أظهرت النتائج أن: المتبرعين بالبلازما شهدوا انخفاضًا في مستويات PFOS بمقدار 2.9 نانوغرام/مل في المتوسط، وهو انخفاض كبير، المتبرعين بالدم الكامل سجلوا انخفاضًا بمقدار 1.1 نانوغرام/مل و المجموعة التي لم تتبرع بالدم لم تشهد أي تغيير.
خلصت الدراسة إلى أن التبرع بالبلازما أكثر فعالية من التبرع بالدم الكامل في تقليل هذه السموم، على الأرجح لأن البلازما تحتوي على تركيز أعلى من مركبات PFAS.
تأثيرات مهمة على الصحة العامة
يرتبط التعرض لمركبات PFAS بعدد من المخاطر الصحية، مثل: اضطرابات هرمونية ومشاكل في الغدة الدرقية، زيادة خطر الإصابة بالسرطان، تأثيرات سلبية على جهاز المناعة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
هذه النتائج مهمة للغاية لأن هذه الدراسة تعتبر أول دليل علمي على وجود طريقة فعالة لتخليص الجسم من مركبات PFAS، حيث لم تكن هناك أي وسيلة مثبتة سابقًا للتخلص منها.
التبرع بالدم: عمل إنساني مفيد للجميع
إلى جانب فوائده للمجتمع، تُظهر هذه الدراسة أن التبرع بالدم قد يساعد المتبرعين أنفسهم في تقليل تعرضهم للمواد السامة. وهذا يشكل حافزًا إضافيًا للتبرع بانتظام، لأنه لا يُنقذ حياة الآخرين فحسب، بل يساهم أيضًا في تحسين صحة المتبرعين.
إذن، لماذا لا تبدأ اليوم؟ تبرعك بالدم ليس فقط لإنقاذ الآخرين، بل أيضًا للحفاظ على صحتك!
Photo by Nguyễn Hiệp on Unsplash